فضيلة المفتي إسماعيلوف: أثر طيب لـ"مدرسة المستشرقين الصيفية" في أوكرانيا

15.07.2021

32

علوم الفلسفة والاستشراق بارزة في أوكرانيا، التي كانت جامعاتها، منذ العهد السوفييتي وحتى الآن، تخرج الكثير من السفراء والخبراء والباحثين في مجالات ترتبط بالثقافة والديانات واللغات وغيرها.

قبل 10 أعوام، أطلق اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بشؤون العرب والمسلمين منذ 24 عاما، مبادرة لجمع طلاب تلك الجامعات والمستشرقين وبعض المسؤولين سنويا ضمن مخيم واحد، أخذ سريعا اسم "مدرسة المستشرقين الصيفية"، والهدف، توفير أرضية عملية تقرب المشاركين من الإسلام وواقع المسلمين، دون حواجز أو أي عوائق.

انتقلت المدرسة لاحقا إلى دائرة اهتمام "مركز الدراسات الإسلامية في أوكرانيا"، فأصبح الجهة المنظمة سنويا لفعاليتها، بدعم "الرائد"، والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة".

يقول الشيخ سعيد إسماعيلوف، وهو مفتي الإدارة الدينية "أمّة": "نولي المدرسة اهتماما كبيرا، لما لها من أثر طيب على النخب المثقفة، ما ينعكس فهما وتفهما لديها، وعلى وحدة وتماسك المجتمع، بالإضافة إلى حقيقة أن مثل هذه النشاطات تدحض الكثير من الشبهات حول الإسلام والمسلمين".

مرجعية محلية ودولية

وسرعان ما تحولت المدرسة نفسها إلى مصدر للمعلومات ومرجعية علمية في أوكرانيا، تستفيد من مخرجاتها وزارة الثقافة وغيرها من الدوائر والمؤسسات المعنية.

على مدار أعوامها العشر، تنقلت المخيمات بين العاصمة كييف وأوديسا ومنتجعات جبال الكاربات ومدينة إسطنبول التركية، وأخذت بعدا دوليا بانضمام باحثين وخبراء بولنديين ومولدوفيين وأتراك وغيرهم.

في عامها العاشر، أقيمت فعاليات المدرسة في منتجع "تروسكوفيتس" بمنطقة لفيف غرب البلاد، بمشاركة طلاب وباحثين من أوكرانيا ودول الجوار الناطقة بالروسية.

تحت شعار "الإسلام دين وعلم"، وعلى مدار أيام المدرسة الخمس، بحث المشاركون جملة من القضايا والمواضيع المتعلقة بالإسلام كدين وعلوم دينية، وواقع المسلمين في أوكرانيا وخارجها، إضافة إلى قضايا التعايش، والمشاكل الحقيقية والمصطنعة التي تهدده، خاصة في المجتمعات التي يعتبر فيها المسلمون أقلية.

يقول إيهور كوزلوفسكي مستشار وزير الثقافة الأوكراني والخبير في شؤون الأديان: "أعتقد أن مدرستنا تتميز عن غيرها في باقي الدول بوجود أرضية مُثلى من التعايش، ولهذا نجد أن نتائجها موضوعية، ومرحب فيها محليا وخارجيا".

وأوضح أن "أوكرانيا تضم مسلمين من سكان البلاد الأصليين، وآخرين قدموا كطلاب ومهاجرين، وبالتالي فإن الوجود الإسلامي تاريخي أصيل في مجتمع أوكرانيا".

تعارف وتعايش

يجمع المشاركون على أهمية المدرسة كحدث سنوي يعزز التعايش والحوار والعيش المشترك بين فئات مجتمع أوكرانيا.

يقول ميخايلو يعقوبوفيتش الباحث المتخصص في الشؤون الإسلامية: "ما يدعو للسرور انضمام رجال دين وطلاب علوم مسيحيين ويهود إلى المدرسة، التي باتت نقطة التقاء ونقاش، وجمع للقواسم المشتركة".

وتابع: "علينا الحفاظ على وحدتنا، وإلا فإن مجتمع أوكرانيا سيكون معرضا كغيره للاستقطاب، والتأثر سلبا بمختلف التيارات والتوجهات، السياسية والعرقية والدينية وغيرها".

أوكرانيا برس