ما حكم الاعتكاف في البيوت بسبب جائحة كورونا؟
ما حكم الاعتكاف في البيوت بسبب كورونا؟
الجواب: لا يجوز الاعتكاف في البيوت سواء في ذلك المرأة أو الرجل، ولا يصح الاعتكاف إلا في المسجد، ومع عدم إمكانية الاعتكاف في المساجد بسبب كورونا فإن من كانت له عادة، أو نية الاعتكاف يُحصِّل الأجر عليه كاملاً بنيته، فعن أبي موسى - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا"رواه البخاري، والدليل على ترجيح عدم صحة الاعتكاف في البيوت ما يلي:
1. اتفق جمهور الفقهاء على أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } [البقرة: 187]، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتكف إلا في المسجد.
2. إذا كان خطاب المكلفين بالجمعة قد سقط بالعذر وهو كورونا، وخوطبوا ببدلها وهو الظهر فلأن يسقط الاعتكاف بسبب كورونا من باب أولى؛ لأنه سنة والجمعة واجبة.
3. يجب الإبقاء على صفة العبادات وهيئتها التعبدية، وصيانتها من التبديل والتغيير، والقول بصحة الاعتكاف في البيت يضر بسنة الاعتكاف في المساجد قبل وبعد زوال الجائحة.
4. القياس على اعتكاف المرأة في مسجد بيتها لا يصح؛ لأن حكم الأصل محل خلاف بين العلماء، والراجح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن المراة تعتكف في المسجد مثل الرجل كما ثبت عن أمهات المؤمينن، وقد وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ سُئِل عَنِ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا (أَيْ نَذَرَتْ) أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهَا، فَقَال: " بِدْعَةٌ، وَأَبْغَضُ الأْعْمَال إِلَى اللَّهِ الْبِدَعُ"
5. المكان المخصص في البيت للصلاة ليس بمسجدٍ حقيقةً ولا حكماً، ولا تجري عليه أحكام المساجد، وإن سُمي تجوزاً مسجداً فلا يصح الاعتكاف فيه. والله أعلم.
المجلس الاوكراني للافتاء والبحوث